المانغا

المانغا

  المانغا     

 

تعتبر المانغا ظاهرة اجتماعية في اليابان، تتحدث عن كل المواضيع تقريبًا (الرومانسية، المغامرات، الخيال العلمي، الكوميديا، إلخ) كما تتوجه إلى كل شرائح المجتمع على السواء. وتعد من أنجح التجارب في مجال القصص المصورة على الصعيد العالمي، إذ أن عائدات المانغا الأسبوعية في اليابان، تعادل العائدات السنوية لصناعة القصص المصورة الأميركية، وذلك لكثرة الإقبال عليها.  

غزت المانغا المجتمعات الغربية في بداية الثمانينيات، مع موجة اقتحام الأنمي (الرسوم المتحركة اليابانية) لشاشات التلفزيون الأوروبية. لاقت هذه رواجًا كبيرًا في أوساط الشباب على الخصوص  

تاريخ المانغا  

يُقال إن تاريخ المانغا نشأ من مخطوطات يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، ويُعتقد أنها تمثل أساس أسلوب القراءة من اليمين إلى اليسار. في أثناء فترة عصر إيدو (1603-1867)، ضمّنت أوبا إهون مفهوم المانغا. استُعملت كلمة مانغا استعمالًا شعبيًا للمرة الأولى في 1798 مع نشر أعمال مثل الكتاب المصور شينجي نو يوكيكاي لسانتو كيودين، وفي بدايات القرن التاسع عشر مع أعمال أخرى مثل مانغا هياكوجو لايكاوا مينوا، وكتب مانجا هوكوساي مانغا (1814-1834). اقترح آدم ل. كيرن أن الكتب المصورة كيبيوشي من أواخر القرن الثامن عشر قد تكون أول كتب مصورة في العالم. تشترك هذه الروايات المرسومة في بعض موضوعات المانغا الفكاهية، والساخرة، والرومانسية مع المانجا الحديثة. أنتجت بعض هذه الأعمال بشكل مسلسل باستعمال الطابعة الخشبية.  

وصف الكتاب عن تاريخ المانغا حقبتين كبيرتين في التاريخ شكلتا المانجا الحديثة. تؤكد إحدى وجهات النظر التي يمثلها كتاب آخرون مثل فريدريك إل. شودت، وكينكو إيتو، وآدم إل. كيرن، استمرارية التقاليد الثقافية اليابانية، وجماليتها، متضمنةً ثقافة وفن حقبة ما قبل الحرب، وحقبة ميجي، وما قبل ميجي. أما وجهة النظر الآخرى. فتؤكد الأحداث التي حدثت في أثناء وبعد احتلال الحلفاء لليابان (1945-1952)، وتوكد تأثير الثقافة الأمريكية، متضمنةً القصص المصورة الأمريكية -التي جلبها الجنود الأمريكان إلى اليابان- والصور، والأساليب في التلفزيون، والأفلام، والرسوم المتحركة الأمريكية، خاصةً ديزني  

 

حدثت انطلاقة من الإبداع الفني في فترة ما قبل الحرب، متضمنةً رسامي مانجا مثل أوسامو تيزوكا (استرو بوي) وماجيكو هاسيجاوا (سازاي-سان). سرعان ما أصبح أسترو بوي -ولا يزال- يتمتع بشعبية كبيرة في اليابان وأماكن أخرى، وساعد اقتباس أنمي سازاي-سان في جذب انتباه المشاهدين أكثر من أي أنمي عرض على التلفاز الياباني في 2011. صنع كل من تيزوكا وهاسيجاوا ابتكارات أسلوبية. في التقنية «السينمائية»، تبدو أجزاء الصفحة صورةً متحركة تكشف تفاصيل الحركة التي تقترب من الحركة البطيئة إضافةً إلى التقريب السريع من مسافة إلى لقطات قريبة. لاحقًا اقتبس رسامو المانغا هذا النوع من الديناميكية المرئية. ركز هاسيجاوا على الحياة اليومية وعلى تجربة المرأة في صنف مميز من المانجا يُسمى شوجو. ظهر بين عامي 1950 و1969 عدد متزايد من قراء المانغا في اليابان مع ظهور نوعين رئيسيين للمانغا، مانغا شونين الموجهة للأولاد، ومانغا شوجو التي تستهدف الفتيات.  

انقسمت المانغا الموجهة للذكور حسب السطر التحريري: مانغا شونن جمهور شاب، و مانغا سينين للشباب والبالغين. وكذلك المحتوى، متضمنًا قصص أكشن ومغامرة غالبًا ما تتضمن أبطالًا ذكور، والكوميدية الساخرة، ومواضيع الشرف، وأحيانًا الجنس الصريح.   

أصبح الفتيان والشباب من القراء الأوائل للمانغا بعد الحرب العالمية الثانية. منذ خمسينيات القرن العشرين وحتى الآن، ركزت مانجا الشونين على مواضيع يُعتقد أنها تهم الفتى النموذجي، متضمنةً الروبوتات، والسفر عبر الفضاء، والمغامرات البطولية المليئة بالأكشن. أشهر هذه المواضيع الخيال العملي، التكنولوجيا، والرياضة، والقوة الخارقة. لم تحقق مانغا الأبطال الخارقين المنفردين مثل سوبرمان، وباتمان، والرجل العنكبوت شعبية عمومًا.  

طريقة قراءة المانغا اليابانية  

 تقرأ المانغا من الأعلى للأسفل ومن اليمين لليسار.  

المانغا المترجمة  

بسبب عدم تمكن الدول الأخرى من منافسة اليابان في صناعة المانغا اتجهت إلى ترجمتها بسبب الطلب الكثير من طرف المتلهفين الذين لا يجيدون اليابانية لقى هذا المجال ازدهارا حيث نجد العديد من المواقع الالكترونية التي تترجم المانغا وتنشر المانغا داخل بلدنهم مما يرفع شعبية المانغا خارج اليابان.   

الوطن العربي  

يهتم مركز الزهرة بدبلجة مسلسلات الأنمي المشهورة مثل: ون بيس ودراغون بول والمحقق كونان وغيرها؛ لكنه لا يترجم أي نوع من أنواع المانغا أو يصدرها في حين أن شركات دبلجة الأنمي في العالم وخاصةً في الولايات المتحدة تهتم بترجمة المانغا وإنتاجها لكن لم تصدر أي شركة عربية أي مانغا يابانية بل فقط يهتمون بإنتاج الأنمي الياباني.  

ساهمت المسلسلات اليابانية المدبلجة للغة العربية في الثمانينيات مثل غرندايزر وليدي أوسكار في وضع حجر الأساس لشعبية مثل هذا النوع من الفنون في المجتمع العربي المعاصر، إلا أن شعبيتها في العالم العربي بقيت محدودة أمام شعبية الأنمي وذلك لصعوبة الحصول على المانغا وندرتها في الوطن العربي وخصوصاً أنها كانت تستورد غالبًا باللغة الفرنسية وبكميات محدودة.  

لكن مع انتشار الإنترنت بدأت شعبية المانغا بالازدياد وأصبح المصدر الأسهل للمانغا, متوفرًا بكثرة على الإنترنت مع العلم أنه ممنوع رسميٌا في أغلب الأحيان لكونه يخرق حقوق الناشر الأصلي ولا يمتلك الموزعون حقوق النشر أو إذنًا بذلك ولو كان هذا النشر مجانًا على الإنترنت ,     تمتلئ شبكة الإنترنت بالمانغا المترجمة إلى معظم لغات العالم ومنهم العربية لكن ليس لديهم أي حقوق طبع ونشر بل تُنتج للإنترنت فقط ولا يجوز نزولها في الأسواق فهي غير مرخصة.  

القصص المصورة العربية بأسلوب المانغا  

في سبتمبر عام 2008 صدر العدد الأول من مجلة خيال في الإمارات العربية المتحدة بأربع قصص مرسومة بأسلوب المانغا الأبيض والأسود هي مالك، الأمبراطور الرمادي، تفاعلات خاصة وحول العالم(قصص مصورة). وكذلك قصة سردية بخلفيات ملونة تميل لأسلوب الرسم الياباني حكاية جورب. تعتبر المجلة أول مجلة في الخليج العربي يكتبها ويرسمها شباب من الوطن العربي دون الاستعانة بعناصر غير خليجية وتطبع وتوزع في الإمارات العربية المتحدة. حتى نهاية العام 2010 صدر من المطبوعة 10 أعداد مع إمكانية تحميل نسخة إلكترونية من أول عددين في الموقع الرسمي.  

 


www.satellite-stars.online